الأحد، 26 أبريل 2009

أخبار الأدب...سيكولوجية الإحتضار و عبثية الإستمرار و ميكانزم التعريص

طه عبد المنعم.. شرابى

Photo by Ralph Gibson

قلت لصديقى اللئيم : أرجوك أرجوك لا يحق لك أن تشتم و أن تسب فذلك عيب مقذع لن يعطيك سلطة السب و الشتم بدون أى وجه حق و مع ذلك أن تسب هو أنك لا تتبع العقل المنطقى فى جدليته و لا تقوم رؤيتك على أى صورة منطقية...و مع ذلك يصر صديقى على الشتم و التشهير و أدافع و أدافع و لا يسمع لى...قلت له إنى أتابعها منذ كنت صغيرا و أنتشى بها و بكل ما يأتى بها فأرجوك إنها بالنسبة لى تعتبر تابو كبير لا أعطيك حق المساس به.... و لكن مع تهافت الزمن و مرور الأيام بانت لى الصورة الخافية و الشنيعة لأشهر جريدة ثقافية فى مصر بل و الوحيدة المتخصصة و التى تزعم أنها كذلك تكسرت القشرة و ظهر منها الكتكوت

بصراحة حاولت أن أرجىء كتابة كلامى هذا متظاهرا أن به شىء من التعدى و عدم الموضوعية و حبى لها هو ما أملى علىّ هذا الكلام و أقوله بحسن نية و أملا منها فى تلافى أخطائها المستقبلية إن كانت تود الإستمرار

الإسم المقصى: جمال الغيطانى


أحسبه علما فى الكتابة و علما فى الرواية و علامة من علامات الثقافة المصرية و أعتقد كل الإعتقاد أنه مما يقرب من ستة عشرة عاما - عمر الجريدة- كانت البداية مفرحة و دالة على وعى بإشكاليات الثقافة المعاصرة و عمل على توطيد التواصل بين الثقافتين الشرقية و الغربية ، و أعتقد أنه كان له دور يذكر فى تحمل إنشاء جريدة تعتبر إلى حد ما مستقلة عن المؤسسة الصحفية القومية الصادرة عنها- مؤسسة أخبار اليوم- لكنى الإن بت أشك أن لجمال الغيطانى أى صلة بالجريدة غير إسمه كرئيس للتحرير و عموده الإسبوعى بها ...لكنه لا يتدخل الإن فى أى صغيرة و كبيرة ..لا أعلم هل حدثت عملية إقصاء من أسماء تالية له فى السلم الوظيفى للجريدة أم أن إنشغالاته و سفره المتتابع إلى فرنسا و مرضه و العملية التى قام بها مؤخرا قد أبعدته عن القيام بمهام وظيفته كاملة

بين البريد السريع و بريد القراء و بعد التحية والسلام

كان باب البريد السريع يأتى فى الصفحة قبل الأخيرة و أصبح يأتى الآن فى الصفحة الثانية...تأكيدا منهم على وضع باب للنكتة يفتتح به القارىء جريدته الموقرة العفيفة...كانت ردودهم فيما مضى ردود و فقط، مشجعة و مختصرة أما الآن فإنهم من باب التسالى ينشرون فقط الرسائل التى يتسم مرسلها ببعض المازوخية ...حيث الرسائل تحتوى على من يقول لقد راسلتكم مرار و تكرارا و لم تنشروا لى أو تردوا على رسائلى أو من يقول أنه الجهبذ و العالم العلامة و الأديب اللوذعى و يشتكى بدلال من أنه لم ينشروا له نصا أو عرضا لكتاب له مثل العزيز محمد الطناحى بتاع حى شرق أو من يطلب عدد مفقود فاته فيردوا عليه بأن يرجع إلى قسم التوزيع بأخبار اليوم ...و الرد يأتى بصيغة التعالى و الإشمئزاز و الإشمئناط و يفتتحوا بابا لللإبداع ينشروا به نصوص رديئة لا تبشر بأى موهبة أدبية غير إرضاء أشخاص ملحون سيهللوا فرحين بأن صار لهم حرفا فى أخبار الأدب و أن إسمهم يتصدر القائمة فيما بعد ذلك


طه عبد المنعم الألفينى..شرابى وكيل الفنانين

حتى الصحف الأجنبية و المشهد الثقافى العالمى لم يجد هذا الأحتفاء المدوى لفتى مرحلة ما قبل الوكيل الأدبى فى الواقع الثقافى المصرى، فأن تسوّد صفحة كاملة بخط أحمد الفخرانى عن شخص يتحرك فى الوسط الثقافى زى السكينة فى حتة الزبدة و يقوم متطوعا أو مأموراً يعمل جروبات على الفيس بوك و دعايات "لكل" الكتب الصادرة فى جميع دور النشر التى يتردد عليها و يقيم صداقات من الممكن أن تكون قائمة على شىء من المنفعة و تواجده المستمر- كواحد فاضى- فى قهاوى وسط البلد زى البستان و التكعيبة و غيره ... أريد أن أعرف فقط مدى إتساع الذائقة الكونية للعزيز طه عبد المنعم حتى يقول أقوال موجزة زى الكتاب ده جميل الكتاب ده حلو ..نايس بيوتيفول ...و يقول أنا رحت مكتبة ديوان جبت الكتاب و قريته فى قعدة لأو قريته ييجى عشر مرات فى نفس القعدة...ربما فى يوم من الأيام سنقحمه فى قائمة النقاد الجدد بعد أن قام مؤتمر السرد الجديد فى مرسى مطروح بتكريمة كمشهلاتى و متعهد حفلات


العم كاندنيسكى و العم خوان ميرو

بداية معرفتى بأخبار الأدب تشكل أيضا وعيا فنيا لجميع المدارس التشكيلية على مر العصور...و كانت تستلبنى الصور المنتقاة على الغلاف و فى الداخل ...لكنهم الآن باتو يكررون ويركزون على أعمال فنانين بعينهم لدرجة الملل ...لا أعترض على كاندنسكى أو ميرو و لكن فى البستان بات وجودهم مملاً و كئيباً كأنما لم يوجد غيرهم و لا صلة مطلقا بين الموضوع و الرسوم المنتقاة ....أذكر أنه فى أحد البساتين كان هناك مقال مترجم عن دانتى الليجييرى و كانت اللوحات المنتقاة من عصر النهضة و كان إختيارهم موفقاً حسب ضرورة النص ...لكنهم الآن لا يبالون كأنهم يفبركون أو يأتون بها كوبى من الإنترنت بدون أى إختيار...كذلك اللوحات الخالية من الموهبة لأدهم لطفى و رزق الله جورج الذين باتو يتصدرون صفحاتها مؤخرا و لا يشكلوا أى مظهر جمالى و إختفت لوحات ديلاكروا و بيتر بروجل و جاك لويس دافيد و حتى ماجريت

عصر النفط و التنمية البشرية الكاذبة

عليكم الآن أن تعملوا بحث على جوجل بإسم " سعاد الصباح" لتعرفوا أنها دخيلة على الشعر و أن إمتلاكها لمؤسسة للنشر و صاحبة جائزة أدبية تقام بإسمها كل سنتين و أنها من العائلة المالكة فى الكويت ، أصبح من حقها أن يكون لها عمود أسبوعى فى أخبار الأدب تنشر فيه هراءاتها التى لا تقدم و لا تؤخر فى شىء......و العمود الذى يسمى "مكتوب" و ينشر به باولو كويلهو تجلياته و ما يفعله فى يومه كأن يتبرز مثلاً أو يضاجع صديقته أو يرد على معجبيه فى أنحاء المعمورة ..كأن نبيا ظهر و عليكم أن تتابعو تجليات نجوميته كمشهور من مشاهير القرن... و هو مجرد قارىء نهم لا أكثر يجمع حكمة من هنا و حكمة من هناك ليكون يذلك حكيم الحكماء


ساحة الإبداع

فيما مضى ..عفوا أكثرت من هذه الكلمة... فيما مضى كانت تنشر لأسماء كثيرة ذات مستوى يبشر بأن هناك قاصا أو شاعرا يتخلق..لكنها الأن باتت تنشر مقاطع من روايات تأخذ حوالى صفحتبن أو ثلاثة مختزلة المساحة المقررة لإبداعات الأقاليم أو غيرهم لتكون وظيفتها الدعاية لأعمال ستصدر مؤخرا...و المساحة المتبقية أصبحت تستأثر أسماء بعينها تتكرر كل عددين أو ثلاثة ناشرة أعمال هى من السطحية بحيث تعافها النفس المتذوقة لإستمرار القراءة ....سعدنى السلامونى مثلا

الأنبياء الجدد

هل الساحة الثقافية المصرية أصبحت شحيحة فى خلق أسماء كثيرة تعمل على إثراء الواقع الثقافى لتختزل فى عبد المنعم رمضان ومحمد آدم و إبراهيم داوود و سعدى يوسف و تبنيها لكل النصوص الوافدة من المهجر الأمريكى مثلا و التى لا تشكل أى فيمة فنية و لا تقدم جديدا فى كشف الحقيقة ...فرنسوا باسيلى مثلا


خلاصة ...و خلاص

أصبجت أخبار الأدب صحيفة من مخلفات الحرب لا تقدم جديدا غير ترجماتها عن الآداب الأخرى رغم إبتعاد بعض المترجمين القديرين عنها مثل علاء عزمى و ترجماته عن الأدب الألمانى و أحمد شافعى و ترجماته و دراساته عن الأدب الإنجليزى و رغم أنه يعمل بها الآن نائل الطوخى و هو متخصص فى الأدب العبرى غير أننا لم نجد لترجماته أى أثر إلا فى مدونته الجديدة
و بستان الكتب رغم متابعاته للجديد فى مصر و العالم العربى و الغربى إلا إنها باتت تهتم مؤخرا بقائمة البيست سيللر و لا تتعداها

كان لأخبار الأدب السبق فى وضع الأدباء و الشعراء و الكتاب فى خانة زمنية مطبقة عليهم أسماء غير ذات قيمة و لا تشكل فارقاً ، فما هو الفرق بين الكاتب التسعينى و الألفينى و الثمانينى و العشرينى ...مجرد مسميات لوضع حواجز زمنية لا أكثر لا تقوم على أى معايير أدبية فى الشكل أو الموضوع أو التطور المطرد للأدب

قيامها بالترويج لأسماء معينة فى مجال النشر كدار ميريت أو الدار أو ملامح أو مدبولى و إستئثار هذه الدور بعمل تعليقات و مقالات مستفيضة على إصداراتها

نهايته .... إلى كل القائمين على أخبار االأدب...أقول بحسن نية...يا تغيروا يا تودعوا ملأتم وعينا قمامة

هناك 14 تعليقًا:

  1. فاتك في موضوع الاخ فاوست القفز مصافحا لكل من يرميه حظه العثر في طريقه حتى و ان كان مايعرفهوش و من بلد غير البلد

    ثواب التعليق ده لربيع جزاه بلوجر سطرا من ذهب

    ردحذف
  2. طيب فين نائل الطوخى واحمد ناجى؟

    ردحذف
  3. كان نفسي أفتي شوية في الموضوع لكن للأسف ما قريتش ولا عدد .. و لا صفحة من المجلة

    و إن كان كلامك ده ها يثير فصوص غدة الفضول عند العبد لله .

    ردحذف
  4. موضوعاتك جميله جداً يا عبدو
    مشكور جداً على مرورك عندي
    ووفقك الله
    وتقبل مروري

    ردحذف
  5. أخبار الأدب بقت بيييييض

    ردحذف
  6. هو الطناحي اسكندراني اللعنه

    ردحذف
  7. ربيع
    عليا النعمة انت اللى مان

    على باب الله

    هوا موضوع يستحق فعلا انك تدعبس فيه
    لأن أخبار الأدب مش مجرد صحيفة و خلاص
    دى حاجة ممكن تقول بتعمل عملية تزييف
    و بتصيع علينا و مفهمانا إن لها دور يذكر فى الواقع الثقافى
    و هووا ليها دور فعلا ...بس دور سلبى


    محمد عبد الرحمن

    نورتنى


    الكومى
    منور دايما يا جميل

    عمار
    أنا ذكرت تلميحة عن نائل الطوخى لأنى بعتبره أجمل حاجة فى الجريدة...متابعه دايما لكن عدم مشاركته بترجمات عن الأدب العبرى هوا اللى باخده عليه \لن دى أمانة فى عنقه
    أما أحمد ناجى "بيسو" فمايستهلش انى أتكلم عنه خالص...لأنه فعلا خريج معهد الصحافة بأخبار اليوم

    أمير
    عندك حق
    و نورتنى يا معلم

    شمعون
    مين قال إن محمد الطناحى إسكندرانى
    يا عم ده طلع بورسعيدى
    بس بورسعيد فيها ناس حلوة برضه

    ردحذف
  8. مرحبا بك أيها الماسك بتلابيب الوعي
    ولكن احترس من الخط
    أنت تفتح النار على التزييف والتهميش والتلميع
    أنت تفتح النار على جهات عدة ولهم كلاب مسعورة
    فحذار أن يخمشك كلب أجرب
    أو يعضك كلب مسعور

    ردحذف
  9. عزيزي عبدو
    أشكرك من كل قلبي على ارشادي إلى مدونتك أولا وعلى زيارتك لمدونتي ثانيا, أحب أن أعرف أنه ما يزال بالعالم من يشعر بالغضب على كل هذا العفن الثقافي الرسمي, لكن أسمح لي يا عزيزي فأنت بهذه المدونة ذكرتني بمن أعاد أختراع العجله, حقيقة من المهش أن يتهم شخص - الأن- مجلة أخبار الأدب بأنها رديئه, ومتى كانت هذه المجلة أو المطبوعة غير رديئةو ومتى كانت لا تجمع صعاليك وبقايا مقاهي وسط البلد وتجعل منهم محررين وكتابا, ومتى لم يكن يحتل صفحاتها قطعان من المنافقين والأرزقيه والمشهلتيه؟
    منذ صورها وهي صورة صادقة لواقع الصحافة الصفراء الذي تعد دار أخبار اليوم رائدته وبانية صرحه في مصر, أما عن سعاد الصباح ومن قبلها ميسون صقر فهما المجانين الذين عليهم رزق الهبل
    صدقا لم يأخذ أحد أخبار الأدب بجدية حين صدرت ولا أظن أن أحدا سياخذها بجدية الأن
    العجيب أنه مازال هناك من يقرأونها
    أقول أيه
    شباب بقى وصحه وطاقه
    أنا شخصيا لم أعد استطيع تعذيب نفسي بقراءة هذا الهراء, والصراحه خساره وقتك في قراءتها
    لنتركها لمن يسترزقون منها ويعبئونها عفنا وسخفا

    تحياتي وأحترامي

    ردحذف
  10. عم عبدو احييك على كلامك برغم انك داخل عش الدبابير يا معلم
    اخبار الادب فعلا مخلفات حرب وحرب بيض كمان

    ردحذف
  11. عبده الماسك
    كلامك انت مسئول عنه كرجل قريب من الدوائر الثقافية
    موجود بالقاهرة ببساطة
    اما انا
    كمبدع فى الأقاليم
    صعيد مصر بالتحديد
    فلا يمكنني ان اجزم بصحة ما تقول
    ولكن تجربتي مع اخبار الأدب
    تشي بعدم وجود أى نوع من الإنحياز للمؤسسة الرسمية
    ولا احياز للبعض واصراف عن الآخرين ربما م وجهة نظري
    الدليل عندي
    ان قصيدة مثل قصيدة السارقون
    نشرت وهى من الجرأة التي تجعل بعض جرائد المعارضة تحجم عن نشرها
    ارجو متابعتها فى مدونتي
    لا أدري ربما تري ما لاأراه
    تحياتي

    ردحذف
  12. هويدا صالح

    ياسر عبد الله

    عش الدبابير مش محتاج غير شوية جاز و شعلة و ييبقى كأنه ما كانش و الحقيقة لا تقبل النزاع

    Alexandrian far away

    أتفق معك فى كل ما قلته
    و تحياتى لكلماتك المحفزة و مرورك الكريم الذى أنتضره دائماً

    أبو أمل " فتحى حمد الله"

    أنا لا أنتظر منك إتفاقك مع وجهة نظرى و أحترم رأيك جدا ... و لا أحب مصطلح أدباء الأقاليم ألا ترى أنه إستهلك زيادة عن اللزوم؟

    تابع أخبار الأدب فى كل أعدادها لترى بنفسك بداية تدهورها و عدم جديتها و خروجها عن المسار

    و نشرها لعمل لن تنشره جرائد المعارضة ليس مقياسا بأنها جريدة رائعة و نموذجية

    تحياتى لمرورك

    ردحذف
  13. بصراحة... شفيت غليلي فعلا

    ردحذف